لماذا تُبنى المنازل الخشبية في أمريكا رغم مخاطر الحرائق السنوية ؟

في الوقت التي مازالت تشتعل فيه الحرائق في كاليفورنيا الكثير من الوسائل الإعلامية ناقشت موضوع في غاية الغرابة.
حي "باسيفيك باليساديس" واحد من أكثر الأحياء المتضررة في الحرائق والذي تفحم فيه آلاف المنازل واختفيت من على وجه الأرض، بينهم منزل موجود مكانه لم يتاثر بأي شيء، يقف وحده وكأن شيئا لم يحدث.
سر بناء المنازل الخشبية الأمريكية |
في حين أن المنازل على يمينه ويساره متفحمة لدرجة وصفه في الإعلام بـ "المنزل المعجزة"، عند التحقيق في الموضوع اتضح أن كل ما في الأمر أن المنزل تم بناءه من الحجارة والخرسانة وليس من الخشب.
إلى وقت كتابة هذا المقال توسعت الحرائق في المساحة إلى أكثر من 40,000 ألف فدان أكثر من 12,300 مبنى تفحم بالكامل، ومازالت الأرقام في تزايد مستمر لعدم توقف موجة الحرائق إلى الوقت الحالي.
لكن الشاهد في الموضوع أن عدد المنازل والذي يبلغ 12,300 منزل جميعهم تم بناءهم من الخشب والتي يعتبر مادة سهلة الاشتعال وهذا ما جعل الحرائق تنتشر بهذا الشكل.
رجال الإطفاء الذين تعاملوا مع موجة الحرائق يذكرون بمجرد أن يلتهم الحريق منزل تلتهم النيران المنزل المجاور له في خلال ثواني وفي مدة قليلة إنهيار جميع المنازل، بالإضافة إلى قولهم كان من الممكن أن يتوقف أو يتعطل الحريق لوجود منازل من مواد عازلة كالخرسانة.
المنازل الخرسانية في أمريكا
المنازل الخراسانية في أمريكا أو ناطحات سحاب تمثل نسبة 3% فقط من المنشآت الموجودة في أمريكا، الباقي تم صنعه وبناءه من الخشب وعادة ما تتواجد هذه المنشآت الا في المناطق التجارية كـ نيويورك وشيكاغو وتستخدم في بناء المكاتب والفنادق أو المجمعات السكنية الضخمة.
لكن عامة الناس أو الولايات غير التجارية أو ضواحي الريف جميعم يبنون منازلهم من الخشب بنسبة تبلغ 94% من إجمالي المنشآت.
تواجه الحكومة الأمريكية هناك مشكلة في ذلك حيث تحاول إجبار مالكيين المنازل ببناء منازلهم بمادة آخرى بديلًا عن الخشب على الأقل أن تكون الجدران الخارجية للمنزل من مادة عازلة.
في محاولات كثيرة لتطبيق هذا القرار في العديد من الولايات لكن لم يستجب أحد السكان لذلك، جميعهم يبنوا المنازل من الخشب دون مواد عازلة.
من أغرب الأمور سابقًا وجود مناطق في أمريكا تعرضت لموجات حرائق ضخمة ملتهمة جميع المنازل الخشبية بها، لكن عند تعميرها واعادتها قاموا ساكنيها ببناء منازلهم من الخشب مرة آخرى.